قد نتعجب أحياناً من أسئلة الأطفال، فهم كثيرًا ما يتسألون عن أشياء تغيب عن عقولنا، والبعض قد لا يصدق أن الأطفال يمكن أن تدور في أذهانهم مثل هذه الأسئلة، سبب هذه الأسئلة يرجع إلى حب الاستطلاع الغريزي الذي يبلغ قمته بعد نهاية العام الثالث للطفل غالباً، وهو مرتبط بزيادة قدرات ومهارة الطفل وخبراته بجانب بناء شخصيته، لذلك كلما أصبحت إجاباتنا تتفق مع المبادئ العلمية، والمنطق البسيط السليم، ساعدنا هذا أطفالنا على النمو النفسي والاجتماعي السوي.
قد يهمك:
كيفية تعليم الصلاة لأبنائنا الصغار
لماذا يتسأل الطفل مثل تلك الأسئلة؟
تلك الأسئلة تعكس اهتمام الطفل بالعالم من حوله، فهو يرى نفسه ويحسها بشكل تدريجي أثناء ما يتكلم ويمشي ويتحرك، لكنه لا يستوعب للتفاصيل من حوله معنًى.
مثلاً لا يفهم من أين جاء في البداية، ويرى نور النهار، ثم يختفي في المغيب، لكنه لا يستطيع ان يفهم أين تختفي الشمس ولا من أين تظهر؟ كما لا يفهم كيف يخرج هذا الضوء؟
أيضاً يحتار الأطفال عند اختفاء أشخاص كانوا يألفوهم، فهو يسمع كلمات مثل الموت لكن لا يعرف معناها، ولا يعرف لماذا جاء له أخ أو أخت بشكل مفاجئ ينازعه على عرشه.
قد يهمك أيضاً:
تقنين استخدام الألعاب الإلكترونية للأطفال خطوة مهمة لتنمية ذكاء طفلك
وقد يستخدم الطفل أسئلته المُلحه تلك كي يعبر عن تمرده على الكبار، واستنكاره لسلطتهم، او يستخدمها للتباهي بقدراته التي أصبح عليها باتقان لغة الكلام.
جميع تلك الأساليب والأمثلة السابقة ما هي إلا محاولات للطفل كي يعبر عن حاجاته النفسية أو البيولوجية، والتي غالباً ما يتعامل معها الكبار بالسخرية من أسئلته أو نهره.. فنحن ككبار ماذا نفعل اتجاه أسئلة الطفل تلك؟
ما الذي يرغب به الطفل لنعطيه له؟
في البداية يجب علينا إدراك أن الطفل كالشخص التائه، يرغب بسماع كلمات تُنير له طريقه ليصل إلى هدفه، فمحاولة إسكاته بأي إجابة عشوائية لأسئلته أو إجابة خرافية لا تتصل بالواقع لن تجدي معه، وتؤدي إلى فقدانه للثقة في والديه عندما يكتشف إجابة سؤاله الحقيقية، مما يدفعه للجوء إلى أصدقاءه أو أشخاص آخرين غير أبويه
كما علينا إدراك أن تبادل الحديث مع الطفل ينمي شخصيته وقدراته اللغوية، مما يكسبه خبرة وتجربه لن يصل لها منفرداً إلا بعد وقت طويل، فيجب أن نزرع الثقة بيننا وبين الطفل ونشعره بالأمان أي كان السؤال الذي يطرحه.
علينا جميعاً ان نعلم بأن عدم علمنا بإجابة سؤال الطفل لا يعني أنه لا يوجد إجابة، لكننا نحتاج أن نبحث عنها بسؤال المختصين مثلاً، فيمكنك ان تطلب من طفلك مهلة من الوقت لتبحث له عن إجابة، كما يمكنك أن تطلب منه مشاركتك في البحث إذا كان سنه مناسب لذلك.
ويجب إظهار الاهتمام بسؤاله، وتكون إجابة السؤال صادقة وبسيطة محددة، ومناسبة لعمره، يتم إلقائها بطريقة ذكية من خلال ضرب الأمثال كربط الإجابة بشئ ملموس يسهل على عقل الطفل استيعابها.
اقرأ أيضاً:
طرق تعليم وحفظ جدول الضرب للأطفال
مثال: طفل عمره أربع سنوات سأل من أين جئت؟
عندها يكفي أن تجيب الأم بأنه جاء من بطنها، وإذا أكمل في الأسئلة، تجيبه بأن كل الأطفال مثله تكبر داخل بطن امها لتتمكن من العيش ثم تخرج من بطن أمها لتأتي إلى الدنيا، وتضرب مثال كالبذور التي تنمو داخل باطن الأرض ثم تخرج على شكل نباتات.
أما إذا سأل طفل بعمر السابعة هذا السؤال، يمكن الإجابة عنه بأنه يوجد جزء معين من الأب يعطيه للأم، والله يضع في هذا الروح ثم يكبر داخل بطنها، بعدها يخرج من فتحة توجد أسفل بطن امه بعد ان يكتمل نموع ويستطيع أن يعيش خارج بطنها بمفرده، ومن الممكن ان تستعين الأم بضرب امثلة لمخلوقات أخرى يعرفها الطفل ويراها مثل الحيوانات الأليفة والطيور.
أما الأطفال بعمر العاشرة وما فوقها إذا سألوا مثل هذا السؤال، عندها الأم تستطيع إخباره الحقيقة العلمية بصورة مبسطة، بجانب الاستعانة بأي صور أو مقاطع فيديو كرتونية فيها شرح لمراحل تكون الجنين داخل بطن أمه وكيفية ولادته.
في النهاية، عرضنا بهذا المقال شرح لأهمية العناية بالإجابة على اسئلة الأطفال بشكل مبسط دون نهرهم او السخرية منهم، كما بينا اسباب طرح مثل تلك الأسئلة الوجودية، وضربنا مثال لسؤال من اين جئت؟ وكيف نجيب عليه حسب عمر الطفل، وسوف نتناول بالجزء الثاني من المقال أمثلة أخرى من الأسئلة الوجودية التي قد يطرحها الطفل مثل سؤال من خلق الله؟ ولماذا مات فلان؟
تابعونا..
المصدر: موقع نشء